ثقافة وتراث
في كل زاوية من زوايا رأس بعلبك شاهد على تراث المنطقة العريق، فالصخور منقوش عليها دلائل زمنية وقصص عن الشعوب التي توالت فيها، والآثار خير دليل على غنى البلدة تاريخياً وتراثياً.
ففي دير السيدة العجائبية صخرة منقوش عليها الصليب الروماني الامبراطوري المحاط بإكليل من الغار كدليل على اعتناق البلدة المسيحية. كما أن وبعض الكتابات المنقوشة في بعض الأيقونات مشاركة الأسقف "داداس" بتوقيع وثيقة "خلقدونيا" التي تؤكد أمومة العذراء مريم للمسيح.
كونها كانت مهد المسيحية في المنطقة، يُقال إن القديسة بربارة عاشت في رأس بعلبك في شبابها واعتنقت المسيحية فيها باكراً، ما أدّى إلى قتلها من قبل والدها. لذلك بُنيت كنيسة باسمها على أنقاض معبد وثني روماني قديم عُرف بهيكل جوبتر البعلبكي، حيث الحجارة ما زالت غير مصقولة ولا تزال على طبيعتها.
شرعت البلدة أبوابها للعلم من خلال سعي ابنائها وراءه واهتمامهم بالثقافة. وللإرساليات ولمدرسة راهبات القلبين الأقدسين الدور الهام في تعليم وتثقيف عدد كبير من شبان وشابات البلدة.
معصرة سعدلله منصور
هي مركز أثري وسياحي ومنتِج للدبس عمرها أكثر من مئتي عام. هي آخر المعاصر القديمة في المنطقة، ولم تتوقف عن العمل الى أن توفي مالكها سعدالله منصور العام 1996.بالإضافة إلى إدارته الرشيدة للمعصرة كان طبيباً للأسنان وكان يطبّب أهل القرية، وتعتبر عيادته أقدم عيادة أسنان في البلدة.
القنوات الرومانية
في العهد الروماني الوثني الذي بدأ نحو العام 23 ق.م، عرفت رأس بعلبك باسم "كونا كورا" وهي تعني مدينة القنوات وفي مطلع هذا العهد أنشئت الأقنية الرومانيّة الموجودة تحت القرية الحاليّة. على عمق يتراوح بين خمسة وعشرة أمتار تحت الأرض حيث تجري المياه. وكانت تصل المياه إلى المساكن من خلال الآبار.
بقايا طواحين
حول رأس بعلبك على اكتاف القنا، كان الماء ينساب من اللبوة على مسافة 15 كلم لكي يروي بساتين القاع، فأقيمت عشرات الطواحين التي لم يبق منها الآن سوى آثار تحكي حكاية الزمن القديم وذكرياته.
منزل جنيد رحال
بُني المنزل عام 1947 في وسط القرية القديمة على مقربة من كنيسة مار اليان بمشاركة بنائين من منطقة حريصا.
منزل السيد بطرس رزق
هو بيت بُني على الطراز القديم لرأس بعلبك، ويتميز جزؤه السفلي بالقناطر التي تحوي داخلها ما يُعرف بالـ"طزر" وهو عبارة عن مكان للجلوس ملاصق للحائط. أما الجزء العلوي فهو كناية عن "عليّة" حيث يُستقبل الضيوف في الصيف.
نزيه غضبان
تفتخر رأس بعلبك بأبنائها الذين يغنونها فناً وثقافةً. وهي مشهورة بصناعة العود التي بدأت قصتها مع نزيه غضبان في عام 1976. دفعته الإثارة لاكتشاف الآلة التي أحبها وعزف عليها.